أنا النهاردة هأتكلم معكم عن كارثة
كارثة تهدد المدينة اللي عشت وتربيت فيها عمري كله بالغرق
كارثة، ممكن تخليني أشوف بيتي تحت المياه
أهلًا بكم أنا عمرو رمضان من الإسكندرية وفخور جدًا أنني اسكندراني وأني عشت وتربيت
عمري كله في الإسكندرية
من أول من وأنا طفل صغير قد كدا لحد دلوقتي وأنا عندي
27 سنة
وعندي ذكريات جميلة جدًا مع مدينتي الإسكندرية عشان رحت فيها المدرسة الابتدائي
والإعدادي والثانوي
وتخرجت من كلية الصيدلة جامعة الإسكندرية
ولكن من المؤسف أن المدينة اللي عشت وتربيت فيها
وفيها كل ذكريات طفولتي مهددة بالغرق
ومش بس الإسكندرية هي اللي مهددة بالغرق
في أكثر من 10 مدن ثانيين مهددين بالغرق
طبقًا لتقرير نشره المنتدى الاقتصادي الدولي سنة 2019
ولكن ليه الإسكندرية أو عدة مدن ساحلية ثانية يكونوا مهددين بالغرق؟
ببساطة هذا بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر
طيب هو ليه مستوى سطح البحر يرتفع؟
هذا بسبب ذوبان الجليد في القطبين
طيب وليه الجليد يذوب في القطبين؟
هذا بسبب ارتفاع درجة الحرارة بشكل غير طبيعي
طيب ليه درجة حرارة الأرض ترتفع بشكل غير طبيعي؟
هذا بسبب تراكم ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي
طيب هو مش مفروض ثاني أكسيد الكربون يتم امتصاصه من النباتات والطحالب
والمسطحات المائية زي ما أخدنا في المدرسة ونحن صغيرين؟
ليه يتراكم في الغلاف الجوي؟
هذا سؤال مهم جدًا
وعلشان أجاوبكم على السؤال ده محتاجكم تركزوا معايا في شوية أرقام مهمة
تركيبة الهواء قبل الثورة الصناعية واستخدام الإنسان للفحم والبترول كانت كالتالي:
78٪ نيتروجين
تقريبًا 21٪ أكسجين
و0.03٪ ثاني أكسيد الكربون
أي ما يعادل 300 جزء من المليون وكانت دائمًا تتراوح من 280 لـ 320
ولكن بعد الثورة الصناعية واستخدام الإنسان بشكل كثيف جدًا للطاقة
زادت انبعاثاتنا الكربونية بشكل كبير
وأصبحت النباتات والطحالب والمسطحات المائية غير قادرة على امتصاصها
ففضلت تتراكم في الغلاف الجوي سنة بعد سنة بعد سنة بعد سنة
فمثلًا سنة 1960 كانت أقل من 23 جزء من المليون
لكن في سنة 2000 مثلًا وصلت 370 جزء من المليون
في 2020 تجاوزت حد الـ400
وفي اللحظة اللي بكلمك فيها دلوقتي هي أكثر من 420 جزء من المليون
النسبة دي من الكربون تخلي ارتفاع درجة حرارة الأرض
بشكل غير طبيعي أعلى من درجة مئوية
يعني مثلًا علشان نبسط الموضوع لو درجة حرارة الأرض النهارده 28
فهذه ليست الدرجة المضبوطة هي المفروض فتكون 27 أو أقل
طبعًا أكيد حد منكم يسأل يعني هو إيه المشكلة يعني درجة حرارة الأرض
تزيد درجة ولا 2 ولا 3 ولا 4.
إيه اللي هيحصل يعني هنتحرّ شوية نهوي شوية نشغل التكييف نعمل أي حاجة يعني
يعني أنت ليه مكبر الأمور قوي بشكل كبير
علشان نتخيل الموضوع ده محتاجين نفكر فيه بالضبط زي زيادة درجة حرارة الإنسان
زيادة درجة حرارة الإنسان الطبيعية حوالي 37 درجة مئوية
لو وصلت 38، حمى
39 حمى وإعياء شديد
40 حمى وإعياء شديد وحالة خطرة جدًا ومحتاج يزور طبيب
42 أو 43، فهو غالبًا حيكون معرض للموت
كذلك درجة حرارة الأرض لو وصلت 2 درجة مئوية
99٪ من الشعب المرجانية ستختفي وهذا سيسبب كارثة للكائنات البحرية
حرائق الغابات ستزيد للضعف
والأخطر على الإطلاق أن 350 مليون شخص سيكونوا معرضين للموت
بسبب موجات الحر العنيفة المميتة
طب لو وصل لـ3 درجات
معدل الجفاف سيزداد 5 مرات وموجات الحر ستزداد 36 ضعف
طيب لو وصلت لـ 4 درجات؟
في مدن كاملة ستختفي بشكل كامل ومنها مدينتي مدينة الإسكندرية
وأنا مش متخيل أنه في يوم من أيام حيجي وأشوف بيتي تحت المياه
طيب، بعد السيناريوهات الكارثية المرعبة هل في حل؟
هل في حل ممكن نتجنب فيه السيناريوهات الكارثية المرعبة؟
أيوه في حل والحل بسيط جدًا وسهل قوي
الحل هو التحول للطاقة المتجددة وتقليل انبعاثاتنا الكربونية
لتجنب زيادة درجة الحرارة بشكل غير طبيعي وكل الكوارث اللي ممكن تنتج عنه
ولا يوجد أي حد من العلماء أو أفراد المجتمع العلمي يختلف معاي في الكلام ده
ولكن للأسف العلماء لا يحكموا العالم ولكن من يحكم العالم
هم أصحاب الشركات الكبرى المتحكمين في الاقتصاد العالمي
وفئة كبيرة من المستهلكين غير المسؤولين وغير المقتنعين
بتغيير نمط حياتهم السائد من أجل مواجهة هذه الأزمة الكارثية
ولذلك علينا أن نستخدم معهم الحكمة الذهبية الاقتصادية القديمة
وهذه الحكمة تقول: إذا أردت التقليل من شيء
فلتفرض عليه ضريبة
ولذلك أيها السادة الحل الذي سأشاركه معكم الليلة هو الضريبة الكربونية
إذن ما هي الضريبة الكربونية؟
الضريبة الكربونية هي ضريبة تفرضها الحكومات على الشركات التي ينتج عن عملها
انبعاثات كربونية كثيفة
هي وسيلة لكي تدفع هذه الشركات ثمن الدمار التي تسببه
هي وسيلة تجعل من غير الممكن أن يكون التلوث مجانًا
ولكن طبعًا منذ نشأة الضريبة الكربونية ومثلها مثل كل الأفكار الكبيرة توجه لها
عدة انتقادات من المناهضين لها
وبما أنني أنا من المناصرين للضريبة الكربونية، فأنا حابب أشارك معكم ردود وحلول
ومقترحات علشان نفكر فيها مع بعض
الانتقاد الأول: ستدفع الشركات الضريبة ولن تحل المشكلة
حقيقة هل ستحل المشكلة أو لن تحل المشكلة هذا يعتمد بشكل أساسي على طريقة تنفيذنا
للضريبة الكربونية
لذلك أنا أقترح أنه لو سننفذ للضريبة الكربونية يجب أن ننفذها
كضريبة تصاعدية كميًا وزمنيًا
كميًا: فمثلًا كلما طبعًا زاد إنتاج الشركة الانبعاثات تزيد
فالشريحة الكربونية بتاعتها لازم تزيد
خلينا أعطيكم مثال لكي نوضح الموضوع ده
لو هناك شركة مثلًا ينتج عن انبعاثات عنها من 1 طن لـ10 طن
فسنفرض عليها ضريبة على الطن س
لكن لو من 10-100 حنخليه 1.5 س، طب لو من 100-1000 نخليه 2 س
طبعًا هذا يجعل تأثر الشركات الصغيرة والمتوسطة بالضريبة الكربونية
أقل من الشركات الكبرى
وكمان الشركات التي تستخدم مثل الفحم في منظومة الطاقة لديها
ده ينتج عنه انبعاثات كثير فتدفع كثير
فنقدر نخرج الفحم في أسرع وقت من منظومة الطاقة
بعده البترول بعده الغاز الطبيعي، وهكذا
لحد ما نصل للتحول للطاقة المتجددة
الجزء الثاني هو زمنيًا
زمنيًا، فلو في مثلًا دولة حبت أن تطبق الضريبة الكربونية
طبعًا الضريبة الكربون مش موجودة في أي دولة عربية
نطمح أن هناك دول عربية تطبقها لكن لو طبقتها السنة دي
في سنة 2023 هتكون س، بس لازم يكون عندها سيناريو في 2024 تكون 2 س
وهكذا تقعد تزيد كلما نقرب طبعًا أكثر من الأزمة
مثال على هذا في كندا سنة 2018 لما بدأوا يطبقوا الضريبة الكربونية
كانت 10 دولار كندي على طن الكربون
ثم بدؤوا يزودها وحدة وحدة وحدة واحدة، والناس بدت تقتنع بالموضوع لحد ما في 2022
بقت 50 دولار كندي
وطبعا أدى إلى انخفاض ملحوظ في انبعاثات كندا الكربونية
الانتقاد الثاني: هو أن هذه الضريبة ستجعل كل شيء غاليًا
ومرتفع الثمن مما سيضر بالفقراء والفئات الأقل دخلًا خصوصا فقراء الدول النامية
الانتقاد ده مؤلم جدًا
مؤلم لي على المستوى الشخصي
كشخص من أسرة عاملة من الطبقة المتوسطة
نشأ في حي محدود الخدمات، تلقى تعليمه في مدارس حكومية في مصر
وأول شخص في عائلته يدخل الجامعة
أنا قادر أحس يعني إيه الحياة تكون غالية
قادر أحس يعني إيه الأسعار تكون غالية قادر أحس إزاي الناس تواجه غلاء الأسعار
ولكن أيضًا عندي الصراع جوايا ما بين
إن بيتي يكون تحت المياه بعد عدة سنوات
وما بين إني أكون بموت من الجوع أثناء التحول للطاقة المتجددة
طبعًا الانتقاد سيكون صحيح لو الحكومات سوف تأخذ الضريبة الكربونية
وتضعها في الموازنة العامة للدولة على طول
وطبعًا ستذوب وسط البنود الكثيرة جدًا
ولذلك أقترح لتحقيق العدالة الاجتماعية جنبًا بجنب مع العدالة المناخية
أن تجمع هذه الأموال في صندوق خاص وأن تنفق في الآتي:
1. إنفاقها في برامج حماية اجتماعية
50٪ من الفلوس دي نعطيها بشكل نقدي للفئات الأقل دخلًا
لأنها أكثر تضررًا من الأزمة المناخية
فتكون قادرة على مواجهة غلاء الأسعار الذي قد ينتج عن الضريبة الكربونية
الجزء الثاني وهذا جزء مهم جدًا هو 50٪ الثانية من الفلوس نصرفها على
برامج البعد المستدام. وهي أن نجعل كل شيء مستدام
التعليم يكون تعليم مستدام يخرّج كوادر قادرة على إدارة اقتصاد مستدام
وندي منح لأبناء الفئات الأقل دخلًا لكي يكونوا كوادر في الاقتصاد المستدام
هذا لأنهم أكثر تضررًا طبعًا
نجعل الزراعة بشكل مستدام، نجعل الاقتصاد اقتصاد دائري مش اقتصاد خطي
وأهم حاجة أن ندعم الأبحاث التي تطمح إلى
تقليل تكلفة الطاقة المتجددة وجعلها متاحة للجميع
ومن أجل زيادة موارد هذا الصندوق
أقترح أن يجمع هذا الصندوق الضرائب الكربونية
والتعويضات الكربونية من الدول الصناعية الكبرى
الدول الكبرى الصناعية الأكثر تلويثًا للبيئة
وأن تمنح هذه التعويضات من الدول الصناعية الكبرى إلى الدول النامية الأقل تلويثًا
صاحبة الاقتصادات الناشئة
حتى تبني اقتصاداتها على أسس مستدامة
وأيضًا علشان الشركات الكبرى لا تهرب من الدول الكبرى
وتذهب للدول المستدامة تلوث فيها لأن التلوث فيها سيكون مجانًا
وأقترح بتسمية هذا الصندوق بصندوق العدالة المناخية
قبل أن أختم معكم حابب أن أقول 3 رسائل
3 رسائل مهمين جدًا حابب أن تركزوا فيهم معي
أنا هنا مش عشان أدخل في صراع صفري مع العاملين في مجال الطاقة
وأخليهم يفقدوا وظيفتهم
هم أخواتي وأصحابي وأهلي وقرايبي
ولكن أنا هنا عشان أفكر معهم سوا
كيف نجد وظائف أكثر أمانًا لهم ولي
الحاجة الثانية، أنا مش هنا عشان أنقذ الكوكب ولا أحافظ على بقاء وجود كوكب الأرض
كوكب الأرض هيفضل موجود لفترة طويلة جدًا
حرفيًا إحنا اللي نمشي
إحنا اللي سنمشي وقبل أن نمشي سندفع الثمن كبير جدًا من تلوث المياه
والهواء ونقص الغذاء والفيضانات وحرائق الغابات
وصدقوني الثمن ده حيكون أكبر من الضريبة الكربونية
آخر رسالة ورسالة مهمة جدًا، أنا مش بس هنا كي أنقذ مدينتي الإسكندرية
أيوه طبعًا الإسكندرية مدينتي وأنا أحبها جدًا جدًا جدًا ولكن أنا أيضًا أحب الدوحة
وأحب دبي وأحب جدة وأحب مسقط وأحب الكويت وأحب بغداد
وأحب بيروت وأحب اللاذقية، وأحب طرابلس وأحب طنجة وأحب الجزائر، وأحب تونس
وأحب الخرطوم. وأحب ميامي، وأحب شنغهاي وأحب لندن وأحب باريس
وحلمي، وهدفي إن كل شخص يكون عايش بأمان وقادر يحكي
ويوري لأبنائه وأحفاده ذكريات طفولته بدون ما تكون تحت المياه
AITransDub
Video prijevod i presnimavanje na AI
Odmah razbiti jezične barijere! Precizni prijevod na AI i munjevito presnimavanje za vaše videozapise.