بودي أشارككم التجربة البسيطة التي ترونها أمامكم على الشاشة
في الجهة اليمنى عندنا خط يساوي في الطول أحد الخطوط الثلاث في الجهة اليسرى
السؤال اللي أبيكم تفكرون في اجابته
هو أي الخطوط الثلاث يساوي طول الخط في الجهة اليمنى؟
أعطيكم ثواني تفكرون بالإجابة وخلّوها في أذهانكم
أنا متأكد أن أغلبكم إذا مو كلكم اخترتم الإجابة الصحيحة
فالإجابة حقيقة واضحة
لكن هذا السؤال: %75 من الناس أجابوا عليه بشكل خاطئ
حينما طرح عليهم في أحد التجارب العلمية
في عام 1951، قام الباحث في علم النفس آش سولومون
بواحدة من أهم وأشهر التجارب النفسية
قال أحد المتطوعين أنا أسوي لك اختبار نظر مع مجموعة من الأشخاص الآخرين
لكن الذي كان يجهله هذا المتطوع أن الأشخاص الذين معاه في التجربة كانوا حقيقة ممثلين
اتفق معهم آش على أنهم يختارون نفس الإجابة الخاطئة
كلما طرح عليهم نفس السؤال اللي جاوبتوه
فيبتدي مع الممثل الأول ويسأله أي الخطوط الثلاث يساوي طول الخط في الجهة اليمنى؟
فيختار الممثل الأول جواب خطأ عمدًا
بعدين ينتقل للممثل الذي بعده ليجيب هو الآخر بنفس الإجابة الخاطئة
ويتم يكرر السؤال حتى يصل بالنهاية إلى المتطوع الحقيقي
كرر الباحثين التجربة عدة مرات مع مشاركين حقيقيين مختلفين
بغرض فهم سلوكهم
وكانت النتيجة أن ٪75 من المشاركين الحقيقيين اختاروا
إجابة خاطئة نفس إجابة الممثلين مرة واحدة على الأقل
فسر بعض العلماء هذه النتيجة بأحد الأمرين
قالوا يا إما إن المشاركين الفعليين كانوا عارفين أن الإجابة غلط
لكنهم قرروا مسايرة أقرانهم خوفًا من العزل الاجتماعي
أو إما أنهم بسبب رأي الغالبية فعلًا شككوا بصحة استنتاجاتهم واختياراتهم
هذا الانسياق وراء الجماعة نسميه
بظاهرة الامتثال.
منذ سن المراهقة تعلمت أساسيات ومبادى البرمجة
وقمت بتصميم عدة تطبيقات وبرامج
وحالي حال أي واحد منكم، استخدمت منصات التواصل الاجتماعي لأكثر من عقد ونصف
اليوم صار لدي 200 ألف متابع على مختلف المنصات
وخلال رحلتي هذه تعلمت كواليس ودهاليز العالم الافتراضي
هو حقيقة عالم عبارة عن بيانات مخزنة في سيرفرات بعيدة
لكن أثرها على الواقع قد يكون ومن دون مبالغة، مرعبًا
الكثير من المغردين في تويتر
ممكن يتحدث بلسان غيره ويعمم رأيه
ويقول مثلًا رأي الشارع الكويتي كذا وكذا
وأنا شخصيًا أشوف الكثير من التغريدات التي لها انتشار واسع
وتأييد كبير، لكن لا أحس أنها تعكس قناعاتي
وحبيت أختبر إحساسي هذا وسألت السؤال التالي في تويتر
قلت للناس هل تحسون أن أغلب الآراء في تويتر تعكس قناعاتكم؟
ووجدت أن 87٪ من الناس يشاركونني هذا الإحساس
كل هذا جعلني أتساءل: كم نسبة عدد الناس التي تعبر عن رأيها في تويتر أصلًا؟
وقادني بحثي للإجابة على هذا التساؤل لمعلومة غيرت كل قناعاتي
عن كل شيء أشوفه أقرأه أو أسمعه على منصات التواصل
في قاعدة اسمها قاعدة الواحد بالمئة
أو قاعدة الواحد تسعة وتسعين
وتم دراستها بشكل موسع
القاعدة تقول إن كل المحتوى الذي نراه على شبكات التواصل
ينتجه واحد بالمئة فقط من كل المستخدمين
بينما تسعة بالمئة يتفاعلون مع هذا المحتوى من خلال اللايك أو إعادة النشر مثلًا
أما السواد الأعظم والغالبية العظمى التسعين بالمئة
يستهلكون هذا المحتوى دون أي تفاعل
رغم أن ظاهر الموضوع قد يبدو بسيط، لكن في الحقيقة أعمق من ذلك بكثير
والأمر المخيف فعلًا أن نحن ممكن نشوف رأي الواحد بالمئة وكأنه رأي الغالبية
وهنا لا بد أن نستذكر أن بعض التغريدات غيرت ثقافات
صنعت الثورات بل وأسقطت حكومات
البعض قد يتعمد أحيانًا أن يصور رأي الأقلية، وكأنه رأي الجميع
يمكن لأهداف وأجندات خاصة
أو يمكن نحن كذلك بدون ما نحس نخضع
نخضع للامتثال ونؤيد من نحسبهم الغالبية
حتى لو كانوا على خطأ
شبكات التواصل الاجتماعي لها العديد من الفوائد
ومثل ما كلنا عارفين أيضًا لها العديد من الأضرار
الأثر النفسي السلبي لمنصات التواصل
تم دراسته وأخذ حقه علميًا وإعلاميًا
فعلى سبيل المثال وجدت بعض الدراسات
أن كثرة استخدام تطبيقات مشاركة الصور مثل الانستغرام
قد يرتبط بنقصان تقدير الذات
الإحساس بالاكتئاب أو الإحساس بالعزلة
وهناك أيضًا محاولات لتخفيف هذه الأضرار
مثل إطلاق منصات وتطبيقات
تمنع استخدام الفلاتر أو تعديل الصور
لكن لشبكات التواصل جانب مظلم آخر لم يتم تسليط الضوء عليه بالقدر الكافي
هذا الجانب قد يمس ثقافاتنا وعاداتنا وقوانينا واقتصادنا
وكل جوانب حياتنا
سابقًا، كان لدي ابتكار سميته
كلنس يهدف لتحسين رؤية الجراحين أثناء القيام بالعمليات بالمنظار
واليوم أقدم مساهمتي المتواضعة لمحاولة تحسين رؤيتنا للواقع
هي منصة سميتها رأينا
رأينا هي شبكة تواصل اجتماعي
تتيح للمستخدمين أن يصوتوا على القضايا التي تهمهم
وتهدف لقياس الرأي العام بشكل أقرب للواقع
من خلال تحويل نسبة تفاعلات أكبر من المستخدمين
إلى أصوات وآراء يمكن قياسها
من خلال الاستطلاعات مع إلغاء ظاهرة الامتثال
إن البعض ممكن يتساءل ويقول: طيب أحمد شو الجديد
شبكات التواصل فيها وسائل الاستفتاء
وأيضًا هناك منصات ومواقع مصممة لصناعة الاستطلاعات
مثل “سيرفي مونكي”
وفعلًا هذا التساؤل في محله وعشان أجاوب
خلوني أوضح من خلال المثال التالي
فلنفرض أنني سألت في تويتر من هو أسوأ متحدث في تيد؟
نرى أن 100٪ من المشاركين اختاروا أحمد كأسوأ متحدث
الله يسامحكم
لكن هذه النتيجة لا تقول لي المشاركين كم أعمارهم؟
من أي دولة؟
ما هو مستواهم التعليمي؟
النتيجة ليس لها أي تفصيل أو سياق
لو كررت وطرحت نفس السؤال في منصة رأينا
نرى أنه نعم 100٪ اختاروا أحمد كأسوأ متحدث
لكن أيضًا نرى أن أعمارهم 3 سنوات
غالبًا اختاروني بالغلط وهم يسمعون “بيبي شارك”
رأينا تسمح لي أفهم نسيج وخلفية المشاركين في الاستفتاء
فمثلًا في استطلاع معين يهمني الآراء من الكويت أو قطر أو السعودية
دون غيرها من الدول
أو يهمني رأي الذين أعمارهم 18 سنة فما فوق
رأينا تمكنني من ذلك
كذلك في رأينا وضعنا حد لظاهرة الامتثال
من خلال حجب الأصوات والإجابات
وكذلك التعليقات عن المستخدم حتى يدلي برأيه
رأينا هي منصة مفتوحة يمكن لأي أحد من خلالها أن يطرح موضوعًا للتصويت
ويمكن كذلك لأي أحد أن يصوت ويعبر عن رأيه بكل خصوصية
والنتائج مهي حصرية عند أحد بل متاحة بشكل ديمقراطي للجميع
مثلما ترون أمامكم رأينا تمكنا كذلك من قياس شهرة
وأيضًا قبول بعض الشخصيات العامة
العلامات التجارية، أو الجهات الحكومية
أو أيضًا فهم المزاج العام للناس
من ناحية مثلًا السعادة أو التفاؤل
أو مثلًا مستوى رضا الشعب الكويتي عن أداء مجلس الأمة
ومثل كل شيء ثاني بالدنيا، حتما رأينا ما هو حل مثالي
لكنه قد يكون الصورة الأقرب للواقع والوسيلة التي تمنع الأقلية
من اختطاف الرأي العام وتضع حد لظاهرة الامتثال
محاولتي اليوم هي لتقليل الفجوة بين العالم الافتراضي والواقعي
في الجانب الفكري وهو الجانب الذي لم يأخذ حقه الكافي من الإعلام
قررت ومنذ مدة أن أشك في كل ما أراه على شاشة هاتفي قبل التسليم بصحته
وأن أعبر عن رأيي بوضوح دون امتثال بدون ما أحس
وأن أجتهد لإيجاد التوازن بين حياتي الفعلية والرقمية
أنا متأكد أن أفضل وقت لإحداث التغيير هو الآن
ومعكم نقدر كلنا نصنع مستقبل أفضل
مستقبل يتناغم فيه العالمان الواقعي والافتراضي
بحيث نضمن أن أفكارنا تكون فعلًا أفكارنا
ويكون رأينا الذي يرسم عالمنا، فعلًا رأينا
AITransDub
AI-toega videote tõlge ja dubleerimine
Murdke keelebarjäärid koheselt! AI-toega täppisõlkimine ja teie videote välkkiire dubleerimine.